عليه وسلّم : « فوالله! إنْ صلّيتها » فنزلنا إلى بطحان. فتوضّا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وتوضّأنا ، فصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العصر بعد ما غربت الشمس ، ثُمّ صلّى بعدها المغرب » (١).
وروى البخاري في صحيحه ، حدّثنا مسدّد قال : حدّثني يحيى بن سعيد قال : حدّثنا عوف قال : حدّثنا أبو رجاء ، عن عمران قال : كنّا في سفر مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وأنا أسرينا ، حتّى كنّا في آخر الليل وقعنا وقعة ، ولا وقعة أحلى عند المسافر منها ، فما أيقظنا إلا حرّ الشمس ، وكان أوّل من استيقظ فلان ثُمّ فلان ثُمّ فلان يسميّهم أبو رجاء ، فنسي عوف ثُمّ عمر بن الخطّاب الرابع ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى الله عليه وسلّم إذا نام لم يوقظ حتّى يكون هو يستيقظ ، لأنّا لا ندري ما يحدث له في نومه ، فلمّا استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس ، وكان رجلا جليداً ، فكبّر ورفع صوته بالتكبير ، فما زال يكبّر ويرفع صوته بالتكبير ، حتّى استيقظ بصوته النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فلمّا استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم ، قال : « لا ضير أو لا يضير ، ارتحلوا ... » (٢).
وروى مسلم في صحيحه ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أخبرنا النضر بن شميل ، حدّثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن عمران بن الحصين ، قال : كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفر. فسرينا ليلة حتّى إذا كان من آخر الليل ، قبيل الصبح ، وقعنا تلك الوقعة التي لا وقعة عند المسافر أحلى منها ، فما أيقظنا إلا حرّ الشمس وساق الحديث بنحو حديث سلم بن زرين وزاد ونقص. وقال في الحديث : فلمّا استيقظ عمر بن الخطّاب ورأى ما أصاب الناس ، وكان أجوف جليداً. فكبّر ورفع صوته بالتكبير ،
__________________
(١) صحيح مسلم ٢ : ١١٣.
(٢) صحيح البخاري ١ : ٨٨.