جلدته ، فاجعلها له زكاة ورحمة » (١).
وروى مسلم في صحيحه عن سالم ، مولى النصريين قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « اللّهم! إنّما محمّد بشر ، يغضب كما يغضب البشر. وإنّي قد اتخذت عندك عهداً لن تخلفنيه فأيّما مؤمن آذيته ، أو سببته ، أو جلدته فاجعلها له كفّارة ، وقربة تقرّبه بها إليك يوم القيامة » (٢).
وفي الصحيحين عن عائشة قالت : « لددنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مرضه فأشار أنْ لا تلدوني ، فقلنا كراهية المريض للدواء ، فلمّا أفاق قال : لا يبقى أحد منكم إلا لد ، غير العبّاس ، فإنّه لم يشهد » (٣).
جعلوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يهتمّ بالجيش ولا بالصلاة :
روى البخاري في صحيحه عن عائشة زوج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت : خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض أسفاره ، حتّى إذا كنّا بالبيداء ، أو بذات الجيش ، انقطع عقد لي ، فأقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على التماسه ، وأقام الناس معه ، وليسوا على ماء ، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق ، فقالوا : ألا ترى إلى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلّى الله عليه وسلّم والناس ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء ، فجاء أبو بكر ، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال : حبست رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والناس ، ليسوا على ماء ، وليس معهم ماء ، فقالت عائشة : فعاتبني أبو بكر ، وقال ما شاء الله أنْ يقول ، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي ، فلا يمنعني من التحرّك إلا مكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على فخذي ، فقام رسول الله صلّى الله عليه
__________________
(١) صحيح مسلم ٨ : ٢٥.
(٢) صحيح مسلم ٨ : ٢٥ ـ ٢٦.
(٣) صحيح البخاري ٥ : ١٤٣ ، ٧ : ١٧ ، ٨ : ٤٠ ، ٤٢ ، صحيح مسلم ٧ : ٢٤ ، واللفظ للثاني.