على أنْ يجعل شخصاً مثل أبي هريرة لا ينسى شيئاً ، فكيف جعلوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يستطيع أنْ يستخدم تلك القدرة لنفسه.
جعلوا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يلعن ويؤذي المؤمنين :
إنّ القرآن الكريم وصف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّه على خلق عظيم ، ولكنّ البخاري ومسلم أخرجا في كتابيهما أحاديث منافية تماماً للقرآن ، ونقلا أحاديث حول أخلاق النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على عكس ما يصفه القرآن ، والسبب في وضع هذه الأحاديث والتي تطعن في عصمة النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم هو أنّه كان وبأمر من ربّه قد لعن العديد من الصحابة المنافقين من أمثال مروان ابن الحكم وأبيه وبني أميّة ، فحتّى تتحوّل اللعنات إلى فضائل ومناقب وضعوا مثل تلك الأحاديث وطعنوا في عصمته وأخلاقه.
روى البخاري في صحيحه ، عن أبي هريرة رضياللهعنه : أنّه سمع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول : « اللّهم فأيّما مؤمن سببته ، فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة » (١).
وروى مسلم في صحيحه عن عائشة قالت : دخل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلان ، فكلماه بشيء لا أدري ما هو ، فأغضباه فلعنهما وسبهما فلمّا خرجا قلت : يا رسول الله ، من أصاب من الخير شيئاً ما أصابه هذان قال : « وما ذاك »؟ قالت : قلت لعنتهما وسببتهما. قال : « أو ما علمت ما شارطت عليه ربّي ، قلت : اللّهم إنّما أنا بشر ، فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجراً » (٢).
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « اللّهم! إنّما أنا بشر ، فأيّما رجل من المسلمين سببته ، أو لعنته ، أو
__________________
(١) صحيح البخاري ٧ : ١٥٧.
(٢) صحيح مسلم ٨ : ٢٤ ، ٢٥.