يخيّل إليه أنّه يأتي أهله ولا يأتي ، قالت عائشة : فقال لي ذات يوم : يا عائشة ، إنّ الله تعالى أفتاني في أمر استفتيته فيه : أتاني رجلان فجلس أحدهما عند رجلي ، والآخر عند رأسي ، فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما بال الرجل؟ قال : مطبوب ، يعني مسحوراً. قال : ومن طبّه؟ قال : لبيد بن أعصم » (١).
وروى البخاري في صحيحه أيضاً عن عائشة أيضاً أنّها قالت : « سحر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى أنّه يخيّل إليه أنّه فعل الشي وما فعله ، حتّى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ، ثُمّ قال : أشعرت يا عائشة أنّ الله أفتاني فيما استفتيته فيه » (٢).
وروى مسلم في صحيحه ، حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا ابن نمير ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : سحر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يهودي بني زريق يقال له : لبيد بن الأعصم. قالت : حتّى كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخيّل إليه أنّه يفعل الشيء ، وما يفعله ، حتّى إذا كان ذات يوم ، أو ذات ليلة ، دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ثُمّ دعا ، ثُمّ دعا ، ثُمّ قال : « يا عائشة! أشعرت أنّ الله أفتاني فيما استفتيته فيه » (٣).
جعلوا النبيّ شهواني :
فقد أخرج البخاري في صحيحه ، بالرواية عن أبي هشام قال : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا كان في مرضه ، جعل يدور في نساءه ويقول : أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ حرصاً على بيت عائشة. قالت عائشة : فلمّا كان يومي سكن » (٤).
__________________
(١) صحيح البخاري ٧ : ٨٨.
(٢) صحيح البخاري ٧ : ٣٠.
(٣) صحيح مسلم ٧ : ١٤.
(٤) صحيح البخاري ٤ : ٢٢٠ ـ ٢٢١.