وروى البخاري في صحيحه أيضاً ، عن عائشة قالت : « كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نساءه ، فأيتهنّ خرج سهمها خرج بها معه ، وكان يقسّم لكلّ امرأة منهن يومها وليلتها ، غير أنّ سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تبتغي بذلك رضا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » (١). ومما يفهم أيضاً من الروايتين أعلاه ، أنْ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقسم لكل من نساءه يومها وليلتها ، إلا أنْ الرواية التالية تتعارض معها.
فعن أنس بن مالك قال : « كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهنّ إحدى عشرة ، قال : قلت لأنس أو كان يطيقه؟ قال : كنّا نتحدّث أنّه أعطى قوة ثلاثين » (٢).
روى الحافظ العراقي : « كان يقسّم بين نساءه ، فقصد أنْ يطلّق سودة بنت زمعة لمّا كبرت ، فوهبت ليلتها لعائشة ، وسألته أنْ يقرّها على الزوجيّة حتّى تحشر في زمرة نساءه ، فتركها ، وكان لا يقسّم لها ، ويقسّم لعائشة ليلتين ولسائر أزواجه ليلة ليلة ».
رواه أبو داود من حديث عائشة : قالت سودة حين أسنّت وفرقت أنْ يفارقها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا رسول الله ، يومي لعائشة ... الحديث ، وللطبراني : فأراد أنْ يفارقها ، وهو عند البخاري بلفظ : لمّا كبرت سودة وهبت يومها لعائشة وكان يقسم لها بيوم سودة (٣).
وروى البخاري في صحيحه ، حدّثنا سليمان بن حرب قال : عن شعبة عن الحكم ، عن إبراهيم عن الأسود ، عن عائشة قالت : كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
__________________
(١) صحيح البخاري ٣ : ١٣٥ ، ١٦٥.
(٢) صحيح البخاري ١ : ٧١ ، مسند أحمد ٣ : ٢٩١.
(٣) اُنظر : المغني عن حمل الأسفار للعراقي ١ : ٤٠٠ ، إحياء علوم الدين للغزالي ٢ : ٤٩.