يلصقوا تحريم ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
روى أحمد في مسنده ، عن ابن عبّاس قال : تمتّع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : فقال عروة بن الزبير : نهى أبو بكر وعمر عن المتعة فقال ابن عبّاس : ما يقول عرية؟ قال : يقول : نهى أبو بكر وعمر عن المتعة فقال ابن عبّاس : أراهم سيهلكون. أقول : قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، ويقول : نهى أبو بكر وعمر (١).
وكذلك عندما اخترعوا للمسلمين غسل الرجلين في الوضوء بدل مسحهما ، مخالفين بذلك كتاب الله وسنّة نبيّه ، ولكن اتّبعوا أئمّتهم الذين اتّخذوهم من دون الله ، فنبذوا حكم الله ـ الذي في آية الوضوء ـ وراء ظهورهم ، وتركوا تطبيق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لذلك الأمر الإلهي ، واتّبعهم المسلمون السنّة حتّى يومنا هذا ، وصار الأمر على الغسل بدل المسح. وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وابن ماجة ، عن ابن عبّاس قال : أبى الناس إلا الغسل ، ولا أجد في كتاب الله إلا المسح (٢).
وقس على ذلك كلّ التغييرات التي حصلت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كأحكام الطهارة ، والوضوء ، والصلاة ، والحجّ ، والصيام ، والزكاة ، والطلاق ، والزواج ، والمعاملات ، والمأكولات ، والمشروبات ، وغير ذلك ، ولا زال المسلمون حتّى اليوم يبرّرون كلّ تلك التغييرات والتبديلات بقول عمر ، وأبو بكر ، وعثمان ، ومعاوية ، أو فعل عمر ، وأبو بكر ، وعثمان ، ومعاوية ، يبرّرون كلّ ذلك بالرغم من وضوح المخالفة لأمر الله ورسوله ، ولكن كما قلت لك : يقدّمون أحبارهم ورهبانهم على كلام الله وسنّة رسوله ، وهم مستعدّون لتقديم الغالي والرخيص في سبيل نصرة أولئك وآرائهم ، ولو كان ذلك على حساب المقام الإلهي ، ومرتبة الرسالة
__________________
(١) مسند أحمد ١ : ٣٣٧.
(٢) اُنظر الدرّ المنثور ٢ : ٢٦٢.