والنبوّة ، كما بيّنت لك في غير موضع من هذا الكتاب ، ولقد صدق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما قال في ذلك ما قال ، عن حذيفة بن اليمان رضياللهعنه : لتنقضنّ عرى الإسلام عروة عروة ، وليكونن أئمّة مضلون ، وليخرجن على أثر ذلك الدجّالون الثلاثة (١).
ولقد قرأت عزيزي القارئ كيف جسّم أولئك الذات الإلهيّة ، واتّبعهم المسلمون السنّة على ذلك ، ودافعوا عن أقوالهم وأثبتوه في صحاحهم ومسانيدهم ، وحتّى لو كان ذلك مخالفاً للقرآن الكريم.
ولقد قرأت كيف طعنوا في عصمة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ووصيّته حتّى يصطنعوا لاؤلئك فضائل لا وجود لها على حساب المقام الإلهي ومنزلة النبوّة والرسالة بحيث جعلوهم بمنزلة الأنبياء ، وحتّى وصل بهم الأمر أنْ وضعوا حديثاً على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يدّعون فيه أنّ رسول الله قال : لو كان من بعدي نبيّ لكان عمر بن الخطّاب (٢).
لقد وصل بهم الغلوّ إلى أكثر من هذا الحدّ ، ولكن يكفيك أنْ تشاهد عشرات المخالفات للآيات القرآنيّة من المسلمين السنّة مقابل تطبيق آراء وأحكام أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية.
لقد ألغى عمر بن الخطّاب البسملة من الفاتحة وطبّق ذلك معاوية وفرضه على المسلمين ، ومع أنّها آية من القرآن الكريم ، فإنّك تجد الملايين من المسلمين السنّة يتّبعون سنّة أولئك ولا يقرؤون البسملة في صلاتهم ولا يجيزونها في صلاتهم.
وكذلك فرض عمر بن الخطّاب وضع اليدين على الصدر ، أي التكتّف في
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٤ : ٥٢٨.
(٢) مسند أحمد ٤ : ١٥٤ ، مجمع الزوائد ٩ : ٦٨.