الصلاة ، مع أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يفعله ، بل سدل يديه ، ولكن لأنّ الأمر من عمر ، لا زال المسلمون السنّة يطبّقونه ويتّبعون سنّة عمر في ذلك.
لقد حثّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على قيام شهر رمضان ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصلّى في شهر رمضان ، لكنّه نهى عن صلاة القيام جماعة ، ولكنّ عمر بن الخطّاب رأى أنْ يبتدع بدعة لم يفعلها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بل نهى عنها وفرضها عمر على المسلمين.
عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنّه قال : خرجت مع عمر بن الخطّاب رضياللهعنه ليلة في رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرّقون ، يصلّي الرجل لنفسه ، ويصلّي الرجل فيصلّي بصلاته الرهط ، فقال عمر : إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثمّ عزم فجمعهم على أبي بن كعب ، ثمّ خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم ، قال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون (١).
ولا زالت هذه البدعة تطبّق بحذافيرها من قبل المسلمين السنّة ، مع علمهم بأنّ ذلك مخالفاً للشرع وهو بدعة ، وأنّ كلّ بدعة ضلالة وأنّ كلّ ضلالة في النار إلا أنّ رأى عمر بن الخطّاب وطاعته أولى من طاعة الله ورسوله ، ولذلك بقي المسلمون السنّة على ذلك وحافظوا عليه ، حتّى أنّني قرأت رواية عن أمير المؤمنين عليهالسلام عندما طلب المسلمون منه أنْ يفرض لهم إماماً لصلاة التراويح نهاهم عن ذلك ، وأخبرهم أنّ ذلك يخالف سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فتركوه واجتمعوا لأنفسهم وقدّموا بعضهم ، فأرسل إليهم الإمام الحسن عليهالسلام ، لينهاهم عن ذلك ، فخرجوا يصيحون : واعمراه (٢).
__________________
(١) صحيح البخاري ٢ : ٢٥٢.
(٢) اُنظر الشافي في الإمامة ٤ : ٢١٩ ، واُنظر في ذلك الكافي ٨ : ٦٣.