صلّى الله عليه وسلّم يسترني ، وأنا اُنضر إلى الحبشة ، وهم يلعبون في المسجد ، فزجرهم عمر ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « دعهم ، أمنا بني أرفدة » ، يعني من الأمن (١).
وروى البخاري أيضاً ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن عيسى ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : رأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسترني بردائه ، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد ، حتّى أكون أنا الذي أسأم ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن ، الحريصة على اللهو (٢).
وروى البخاري أيضاً ، حدّثنا أحمد قال : حدّثنا ابن وهب قال : أخبرنا عمرو ، أنّ محمّد بن عبد الرحمن الأسدي حدّثه ، عن عروة ، عن عائشة قالت : دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعندي جاريتان تغنيّان بغناء بعاث : فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه ، ودخل أبو بكر فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : « دعهما » ، فلمّا غفل ، غمزتهما فخرجتا ، وكان يوم عيد ، يلعب السودان بالدرق والحراب ، فإمّا سألت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإمّا قال : « تشتهين تنظرين » فقلت : نعم فأقامني وراءه ، خدّي على خدّه ، وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة. حتّى إذا مللت ، قال : حسبك؟ قلت : نعم قال فاذهبي (٣).
جعلوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمر برضاعة الرجل الكبير والملتحي :
روى مسلم في صحيحه ، عن عائشة ، قالت : جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فقالت : يا رسول الله! إنّي أرى في وجه أبي حذيفة من
__________________
(١) صحيح البخاري ٢ : ١١ ، ٤ : ١٦١ ـ ١٦٢.
(٢) صحيح البخاري ٦ : ١٥٩.
(٣) صحيح البخاري ٢ : ٣ ، ٣ : ٢٢٨.