دخول سالم « وهو حليفه » ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « أرضعيه » قالت : وكيف أرضعه وهو رجل كبير؟ فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال : « قد علمت أنّه رجل كبير » زاد عمرو في حديثه : وكان قد شهد بدراً ، وفي رواية ابن أبي عمر : فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (١).
وروى مسلم في صحيحه ، عن عائشة ، أنّ سالماً مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم ، فأتت « تعني ابنة سهل » النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت : إنّ سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال ، وعقل ما عقلوا ، وإنّه يدخل علينا ، وإنْ أظنّ أنّ في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً ، فقال لها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « أرضعيه تحرمي عليه ، ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة » ، فرجعت فقالت : إنّي قد أرضعته ، فذهب الذي في نفس أبي حذيفة (٢).
وروى مسلم في صحيحه أيضاً ، وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمّد بن نافع ، « واللفظ لابن رافع » قال : حدّثنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرنا ابن أبي مليكة ، أنّ القاسم بن محمّد بن أبي بكر أخبره ، أنّ عائشة أخبرته ، أنّ سهلة بنت عمرو جاءت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت : يا رسول الله! إنّ سالماً « لسالم مولى أبي حذيفة » معنا في بيتنا ، وقد بلغ ما يبلغ الرجال ، وعلم ما يعلم الرجال ، قال : « أرضعيه تحرمي عليه » قال : فمكثت سنة أو قريباً منها لا أحدّث به ، وهبته ، ثُمّ لقيت القاسم فقلت له : لقد حدّثتني حديثاً ما حدّثته بعد ، قال : فما هو؟ فأخبرته ، قال : فحدّثه عنّي ، أنّ عائشة أخبرتنيه (٣).
وروى مسلم في صحيحه أيضاً وحدّثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي « واللفظ لهارون » قالا : حدّثنا ابن وهب ، أخبرني مخرمة بن بكير ، عن أبيه ،
__________________
(١) صحيح مسلم ٤ : ١٦٨.
(٢) صحيح مسلم ٤ : ١٦٨.
(٣) صحيح مسلم ٤ : ١٦٨ ـ ١٦٩.