وقال الديلمي وابن فهد : روي أنّ فاطمة عليهاالسلام كانت تنهج في صلاتها من خيفة الله تعالىٰ (١).
ومن المظاهر البارزة في عبادتها عليهاالسلام كثرة الصلوات والأدعية والأذكار التي خصّها بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانت تواظب علىٰ أدائها في محرابها رغم أنها كانت تباشر شؤون المنزل وتربية الأولاد بنفسها.
فعن الإمام الصادق عليهالسلام : أنّ أُمّه الزهراء عليهاالسلام كانت تصلي للأمر المخوف العظيم ركعتين ، تقرأ في الاُولىٰ الحمد و ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) خمسين مرة ، وفي الثانية مثل ذلك ، فإذا سلّمت ، صلّت علىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ ترفع يديها بالدعاء : « اللهمَّ إنّي أتوجّه بهم إليك ، وأتوسّل إليك بحقّهم العظيم الذي لايعلم كنهه سواك ، وبحقّ من حقّه عندك عظيم ، وبأسمائك الحسنىٰ ، وكلماتك التامات التي أمرتني أن أدعوك بها... » إلىٰ آخر الدعاء (٢).
وعنه عليهالسلام : أنّها كانت إذا أصبحت يوم الجمعة تغتسل وتصفّ قدميها وتصلي أربع ركعات مثنىً مثنىً ، تقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب و ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) خمسين مرة ، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرة ، وفي الثالثة فاتحة الكتاب و( إِذَا زُلْزِلَتِ ) خمسين مرة ، وفي الرابعة فاتحة الكتاب وإذا جاء نصر الله خمسين مرة ، فإذا فرغت منها قالت : « إلهي وسيدي ، من تهيّأ أو تعبّأ أو أعدّ أو استعدّ لوفادة مخلوق رجاء رفده وفوائده ونائله وفواضله وجوائزه... ، فإليك يا إلهي كانت تهيئتي وتعبيتي وإعدادي واستعدادي ، رجاء رفدك ومعروفك ، ونائلك وجوائزك ، فلا تخيبني من ذلك ،
_______________________
١) ارشاد القلوب / الديلمي : ١٠٥ منشورات الرضي ـ قم. وأعلام الدين / الديلمي : ٢٤٧ ـ مؤسسة آل البيت عليهمالسلام ـ قم. وعدة الداعي / ابن فهد : ١٥١ ـ دار المرتضىٰ ـ بيروت.
٢) مصباح المتهجد / الطوسي : ٣٠٢ ـ مؤسسة فقه الشيعة ـ بيروت.