وكلّهم من رسول الله ملتمس |
|
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ |
فهو الذي تمّ معناه وصورته |
|
ثـم اصطفاه حبيباً بارىء النسمِ |
منزّه عن شريك في محاسنه |
|
فجوهر الحسن فيه غير منقسمِ (١) |
أما سيدة البيت أُمّ الزهراء عليهاالسلام فهي أُمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزىٰ بن قصي جد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أوسط نساء قريش نسباً ، وأعظمهن شرفاً ، وكانت تدعىٰ في الجاهلية الطاهرة (٢) لشرفها وعفّتها ، وقد نشأت في بيت معروف بالمكانة واليسار والنفوذ والشرف في قريش.
كان جدها أسد بن عبد العزّىٰ واحداً من أعضاء حلف الفضول ومؤسسيه والدعاة إليه ، وهو الحلف الذي بموجبه تعاقدت قبائل من قريش وتعاهدت علىٰ أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو غيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلّا نصروه ، وكانوا علىٰ من ظلمه حتىٰ تردّ مظلمته ، وهو الحلف الذي قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحبُّ أن لي به حمر النعم ، ولو أُدعىٰ به في الإسلام لأجبت » (٣).
وكان ابن عمّها ورقة بن نوفل بن أسد من الأربعة الذي تنسكوا واعتزلوا عبادة الأوثان ، وهجروا قومهم فتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية دين إبراهيم عليهالسلام (٤).
وقد تزوج الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم خديجة الكبرىٰ عليهاالسلام قبل البعثة بنحو خمسة
_______________________
١) الأبيات من قصيدة البردة للبوصيري ، المتوفىٰ سنة ٦٩٦ ، راجع المجموعة النبهانية / النبهاني ٤ : ٥ ، دار المعرفة.
٢) أُسد الغابة / ابن الأثير ٥ : ٤٣٤ ، دار إحياء التراث العربي.
٣) سيرة ابن هشام ١ : ١٤١ ، مطبعة البابي الحلبي ـ مصر.
٤) سيرة ابن هشام ١ : ٢٣٧.