عليهم بأنه مثل القرآن ثلاث مرات ، وأنّه مافيه آية من كتاب الله ، بل هو كتاب غير القرآن الكريم يتضمّن خبر ما كان وخبر ما يكون إلىٰ يوم القيامة ، وأنّه ممّا حدثتها به الملائكة ، وهو بخطّ أمير المؤمنين عليهالسلام ، وفي بعض الأخبار : أنّه إملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخطّ علي عليهالسلام (١).
وكان عندها لوح أو صحيفة فيها أسماء الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام بروايتها عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد رآها جابر بن عبدالله الأنصاري رضياللهعنه ، وهذا اللوح هو بشارة لها عليهاالسلام من السماء ، وقد روي بطرق عديدة ومعتبرة (٢).
ولقد أُوتيت الزهراء عليهاالسلام كسائر أهل البيت عليهمالسلام حظاً عظيماً من الفصاحة والبلاغة ، قال توفيق أبو علم : كلامها متناسب الفقر ، متشاكل الأطراف ، تملك القلوب بمعانيه ، وتجذب النفوس بمحكم أدائه ومبانيه ، فهي في البيان من أغزر القوم مادة ، وأطولهم باعاً ، وأمضاهم سليقة ، وأسرعهم خاطراً (٣).
وقد رويت لها خطبتان تعدّان من أهم خطب الصدر الأول ، لأنّها ضمّنتهما أخطر التحولات التي شهدها تاريخ الإسلام بعد رحيل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفضلاً عن ذلك فقد نسبت للزهراء عليهاالسلام بعض القصائد الشعرية البليغة ، ممّا يدل علىٰ تمكّنها من ناصية اللغة ومعرفتها لهذا الفن.
قال ابن رشيق القيرواني : وكانت فاطمة عليهاالسلام تقول الشعر ، ورويت لها
_______________________
١) راجع الكافي / الكليني ١ : ٢٣٨ ـ ٢٤٢. وبصائر الدرجات / الصفار : ١٧٣ ـ ١٧٩ الأعلمي ـ طهران. ودلائل الإمامة / الطبري : ١٠٤ / ٣٤.
٢) راجع طرقه في عوالم الزهراء عليهاالسلام / البحراني ٢ : ٨٤٣ ـ ٨٥٢.
٣) أهل البيت : ١٥٧.