والنفس مظانّها في غدٍ جدث ، تنقطع في ظلمته آثارها ، وتغيب أخبارها ... » (١).
٣ ـ وممّا يدلّ علىٰ ذلك قول الصديقة الطاهرة فاطمة عليهاالسلام بأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أعطاها فدك مع شهادة أمير المؤمنين عليهالسلام وأُمّ أيمن لها عليهاالسلام ، وذلك بعد أن وضعت السلطة يدها علىٰ الأرض ، وأخرجت وكيلها منها ، ومطالبة الزهراء عليهاالسلام بالنحلة وشهادة أمير المؤمنين عليهالسلام لها ، أمرٌ متواتر يعرفه الخاص والعام ، سنأتي علىٰ بيانه لاحقاً.
٤ ـ ومما يدلّ علىٰ أنّ ذلك كان أمراً معروفاً شائعاً ، هو موقف عمر بن عبدالعزيز والمأمون في ردّهما فدك علىٰ ولد الزهراء عليهاالسلام لمّا تبيّن لهما أنّ الحقّ كان معها عليهاالسلام وأنّها عليهاالسلام كانت صادقة في دعواها.
أمّا عمر بن عبدالعزيز ، فقد كتب إلىٰ عامله علىٰ المدينة أبي بكر بن عمرو بن حزم : إذا ورد عليك كتابي هذا ، فاقسمها في ولد علي من فاطمة عليهماالسلام والسلام. فنقمت بنو أُمية علىٰ عمر بن عبدالعزيز عمله هذا وعاتبوه فيه ، فقال لهم : انكم جهلتم وعلمتُ ، ونسيتم وذكرتُ ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « فاطمة بضعة مني ، يسخطني ما أسخطها ، ويرضيني ما أرضاها » قالوا : فأن أبيت إلّا هذا فأمسك الأصل ، وأقسم الغلّة ، ففعل (٢).
وفي رواية الجوهري أنّه قال لهم : قد صحّ عندي وعندكم أنّ فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أدعت فدك ، وكانت في يدها ، وما كانت لتكذب علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مع شهادة علي عليهالسلام وأُمّ أيمن وأُمّ سلمة ، وفاطمة عندي صادقة فيما تدّعي وإن لم تقم البيّنة ، وهي سيدة نساء أهل الجنة ، فأنا اليوم
_______________________
١) نهج البلاغة / صبحي الصالح : ٤١٧ / الكتاب ٤٥. وشرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢٠٨.
٢) شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢٧٨. وتلخيص الشافي / الطوسي ٣ : ١٢٨.