الرضا عليهالسلام عن قبر فاطمة صلوات الله عليها ، فقال : « دفنت في بيتها ، فلمّا زادت بنو أُمية في المسجد صارت في المسجد » (١) وروي نحو ذلك عن الإمام الصادق عليهالسلام (٢).
وذكر الشيخ الطوسي رحمهالله والعلّامة الطبرسي الأقوال الثلاثة التي ذكرها الشيخ الصدوق رحمهالله واستبعدا الأول منها ، واستصوبا القولين الأخيرين.
قال الشيخ الطوسي رحمهالله : الأصوب أنها مدفونة في دارها ، أو في الروضة (٣) ، وهاتان الروايتان كالمتقاربتين ، والأفضل عندي أن يزور الإنسان من الموضعين جميعاً ، فإنّه لا يضرّه ذلك ، ويحوز به أجراً عظيماً ، وأمّا من قال إنّها دفنت بالبقيع ، فبعيد عن الصواب (٤).
وقال العلّامة الطبرسي رحمهالله : القول الأول بعيد ـ أي كونها عليهاالسلام مدفونة بالبقيع ـ والقولان الآخران أشبه وأقرب إلىٰ الصواب ، فمن استعمل الاحتياط في زيارتها ، زارها في المواضع الثلاثة (٥).
ورجّح السيد ابن طاووس كونها عليهاالسلام مدفونة في بيتها (٦) ، وكذلك عبدالعزيز بن عمران ، وقال : إنها دفنت في بيتها ، وصنع بها ما صنع برسول
_______________________
١) معاني الأخبار : ٢٦٨. والفقيه / الصدوق ١ : ١٤٨ / ٦٨٤. والكافي / الكليني ١ : ٤٦١ / ٩. وقرب الاسناد / الحميري : ٣٦٧ / ١٣١٤. وتهذيب الأحكام / الطوسي ٣ : ٢٥٥ / ٢٥. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٨٥ / ١٧.
٢) تاريخ المدينة / ابن شبة ١ : ١٠٧ ـ ١٠٨. وفاء الوفا / السمهودي ٣ : ٩٠٢.
٣) المناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣٦٥. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٨٥ / ١٧.
٤) تهذيب الأحكام / الطوسي ٦ : ٩ / ١٧.
٥) إعلام الورىٰ / الطبرسي ١ : ٣٠١. وتاج المواليد / الطبرسي : ٩٩ ـ ضمن مجموعة نفيسة.
٦) إقبال الأعمال / ابن طاووس : ٦٢٤.