النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا أسماء ، إنّ فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية » (١). وفي رواية : أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لها : « أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة لا يرىٰ لها دم في طمث ولا ولادة » (٢).
وأمّا أهل اللغة : فقد أضافوا عدة دلالات اُخرىٰ تحكي عن منزلة الزهراء عليهاالسلام التي لا يدانيها أحد من نساء الاُمّة ، وفيما يلي بعضها.
قال الزبيدي : روي عن الزمخشري ، أنّه قال : لقبت فاطمة بنت سيد المرسلين عليهاالسلام بالبتول تشبيهاً بمريم عليهاالسلام في المنزلة عند الله تعالى.
وقال ثعلب : لانقطاعها عن نساء زمانها وعن نساء الاُمّة فضلاً وديناً وحسباً وعفافاً ، وهي سيدة نساء العالمين ، وأُمّ أولاده صلىاللهعليهوآلهوسلم ورضي الله عنها وعنهم.
وقيل : البتول من النساء : المنقطعة عن الدنيا إلىٰ الله تعالىٰ ، وبه لقّبت فاطمة أيضاً ( رضي الله عنها ) (٣).
وقال الجزري بنحو قول ثعلب ، وأضاف في آخره : وقيل : لانقطاعها عن الدنيا إلىٰ الله (٤).
وقال به أيضاً أحمد بن يحيىٰ علىٰ ما نقله عنه ابن منظور. وأضاف ابن منظور : امرأة متبتلة الخلق : أي منقطعة الخلق عن النساء ، لها عليهنّ فضل. وقيل : التامة الخلق. وقيل : تبتيل خلقها : انفراد كلّ شيء منها بحسنه ، لا
_______________________
١) المناقب / ابن المغازلي : ٣٦٩ / ٤١٦. وكشف الغمة ١ : ٤٦٣. ودلائل الامامة : ١٤٨ / ٥٦.
٢) ذخائر العقبىٰ : ٤٤.
٣) تاج العروس / الزبيدي ٧ : ٣٣٠ ـ بتل ـ.
٤) النهاية ١ : ٩٤ ـ بتل ـ.