المخاض العسير الذي أنجب أخطر المعطيات السياسية والاجتماعية بعد رحيل الرسول صلىاللهعليهوآله إلىٰ رحمة ربِّه ورضوانه.
كان الدور الذي اضطلعت به الزهراء عليهاالسلام بعد وفاة أبيها صلىاللهعليهوآله يتمثل في الحفاظ علىٰ الصيغة الاسلامية الأصيلة علىٰ مستوىٰ العقيدة والسياسة والتشريع ، ويمثل حجر الزاوية في تأصيل خط الإمامة بكل ما يحمله من مفاهيم وأفكار وأهداف وتوجّهات وخصائص ومميزات ، ويعكس الموقف السليم من التغيرات الطارئة المستجدة في حياة الأمّة علىٰ صعيد العقيدة وفهم الكتاب وإقامة السُنّة.
ومن هنا فإنّ دراسة حياة الزهراء عليهاالسلام تعني دراسة حياة امرأة كل سيرتها للهداية والصلاح والرشاد ، لأنّها سيدة النساء ، العالمة المعصومة المتفانية في سبيل الله ، والقدوة الصالحة لنساء الأمّة ، والمثل الأعلىٰ لكلِّ قيم العزِّ والعظمة والشرف والطهارة ، رغم المعاناة وقسوة ظروف الزمان وشدَّتها ، فلابد إذن من استلهام الدروس واستجلاء العبر من سيرة الزهراء عليهاالسلام لتسهم في إعداد المرأة وتربيتها ومعرفة حقوقها وواجباتها وبناء كيانها ورقيها ، ودفعها باتجاه تربية جيل تتمثل به القيم الأخلاقية ومبادئ العقيدة الحقَّة.
وإصدارنا هذا تكفَّل بتغطية مفردات تلك السيرة العطرة منذ الولادة في بيت النبي صلىاللهعليهوآله حتىٰ الوفاة في بيت الوصي عليهالسلام بشكل وافٍ وأسلوبٍ علمي واضح موثَّقٍ بالمصادر المعتبرة ، ندعو الله العزيز أن ينفع به الاخوة المؤمنين ، ومنه تعالىٰ نستمد العون والسداد ، وهو الهادي الىٰ سبيل الرشاد.
مركز الرسالة