أحببت .. » إلىٰ آخر الرواية (١).
وروىٰ الطبراني بالاسناد عن ابن عباس : أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا بلالاً ، فقال : « يا بلال ، إنّي قد زوجّت ابنتي ابن عمي ، وأنا أحبُّ أن تكون سُنّة أُمتي الطعام عند النكاح ، فائت الغنم فخذ شاة وأربعة أمداد أو خمسة ، واجعل لي قصعة ، لعلّي أجمع عليها المهاجرين والأنصار ، فإذا فرغت منها فآذني بها » فانطلق ففعل ما أمره به ، ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه ، فطعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في رأسها ، ثم قال : « أدخل عليّ الناس زُفّة زُفّة » (٢).
ولا تعارض بين هذه الأخبار ، لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم شرط في الأول أن يكون التمر والسمن علىٰ علي عليهالسلام ، وهو ما يفسره الخبر الثاني ، وشرط أيضاً أن يكون اللحم والخبز علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ما يفسره الخبر الأخير.
وحسبك من وليمة تجتمع علىٰ أطرافها البركة والخير والنماء ، فهي تصنع بأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبيده ، وهو الذي يدعو لها ويبارك فيها ، فلابدّ أن تكون أفضل وليمة علىٰ رغم بساطتها وتواضعها.
أخرج ابن سعد عن أسماء بنت عميس (٣) ، قالت : جهزت فاطمة إلىٰ علي ، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلّا الليف ، ولقد أولم علي علىٰ فاطمة ، فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته (٤).
_______________________
١) كشف الغمة / الاربلي ١ : ٣٦١. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٣٢. والمناقب / الخوارزمي : ٢٥٤.
٢) المعجم الكبير ٢٢ : ٤١١ / ١٠٢٢. ومجمع الزوائد ٩ : ٢٠٩. وإتحاف السائل : ٣٩.
٣) احتمل الاربلي أن تكون أسماء التي حضرت عرس الزهراء عليهاالسلام هي سلمىٰ بنت عميس زوجة حمزة بن عبدالمطلب عليهالسلام لأنّ أسماء بنت عميس كانت بأرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب عليهالسلام وقال غيره : هي أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية.
٤) الطبقات الكبرىٰ ٨ : ١٤. وذخائر العقبىٰ : ٣٣. وكشف الغمة / الاربلي ١ : ٣٦٦ عن الدولابي. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٣٨ / ٣٤.