روىٰ الخوارزمي بالاسناد عن الإمام الباقر عليهالسلام عن أبيه علي بن الحسين عليهالسلام أنّه ذكر تزويج فاطمة عليهاالسلام ثم قال : « إنّ فاطمة عليهاالسلام سألت من رسول الله خادماً ـ إلىٰ أن قال : ـ ثم غزا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ساحل البحر ، فأصاب سبياً فقسمه ، فأمسك امرأتين إحداهما شابة ، والاُخرىٰ قد دخلت في السنّ ليست بشابة ، فبعث إلىٰ فاطمة عليهاالسلام وأخذ بيد المرأة فوضعها في يد فاطمة عليهاالسلام وقال : يا فاطمة ، هذه لك ولا تضربيها ، فإنّي رأيتها تصلي ، وإن جبرئيل نهاني أن أضرب المصلين ، وجعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوصيها بها ، فلمّا رأت فاطمة عليهاالسلام ما يوصيها بها التفتت إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالت : يا رسول الله ، عليّ يوم وعليها يوم ، ففاضت عينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالبكاء وقال : الله أعلم حيث يجعل رسالته ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) » (١).
وفي الاصابة عن ابن صخر في فوائده وابن بشكوال في كتاب المستغيثين ، بالاسناد عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخدم فاطمة ابنته جارية اسمها فضّة النوبية ، وكانت تشاطرها الخدمة... فقالت لها فاطمة عليهاالسلام : أتعجنين أو تخبزين ؟ » فقالت : بل أعجن يا سيدتي وأحتطب.. » (٢).
وروىٰ الطبري والراوندي بالاسناد عن سلمان رضياللهعنه قال : كانت فاطمة عليهاالسلام جالسة قدامها رحىٰ تطحن بها الشعير وعلىٰ عمود الرحىٰ دم سائل ، والحسين في ناحية الدار يبكي من الجوع. فقلت : يا بنت رسول الله ، دبرت كفاك وهذه فضّة ؟
فقالت : « أوصاني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن تكون الخدمة لها يوماً ، فكان أمس
_______________________
١) مقتل الحسين عليهالسلام / الخوارزمي ١ : ٦٩.
٢) الاصابة / ابن حجر ٤ : ٣٨٧.