أشبه أباك يا حسن |
|
|
|
واخلع عن الحقّ الرَّسن |
|
واعبد إلهاً ذا منن |
|
|
|
ولا تُوالِ ذا الإحن (١) |
|
ونشأ أولاد الزهراء عليهاالسلام في ظل رعاية الاُمّ سيدة النساء والأب وصي المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم يحيطهم أشرف الأنبياء والرسل صلىاللهعليهوآلهوسلم بحنانه وعطفه وتربيته ، فكانوا خيرة البشرية وقدوة الإنسانية.
وحظي الحسن والحسين عليهماالسلام بمساحة واسعة من حب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وحنانه وعطفه ، فهما ريحانتاه يشمهما ويكثر من تقبيلهما ، ويحملهما علىٰ عاتقه ، ويضمهما إليه ، ويعوّذهما ، ويعلمهما القرآن ، ويلقنهما العلم والفصاحة والشجاعة والزهد والورع ، فاستوحيا رساليته وروحانيته وأخلاقيته ، وتجسدت فيهما شخصيته ، فكانا اختصاراً لجميع عناصرها الأخلاقية والروحية والإنسانية ، فصارا رمز الفضيلة والمروءة وقدوةً صالحة وخلقاً كريماً ، عملا بوصاياه وتعاليمه ، وجاهدا في سبيل دينه ومبادئه ، ونهضا من أجل إقامة الاصلاح في أُمته ، فكانا عليهماالسلام مشعل نور وهداية في حياة الاُمّة.
ولقد حرّم الله سبحانه أولادها علىٰ النار كرامة لعفّتها وحصانتها ، وبياناً لمنزلتهم عند الله تعالىٰ ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذريتها علىٰ النار » (٢).
_______________________
١) مناقب ابن شهرآشوب ٣ : ٣٨٩. وأعيان الشيعة ١ : ٥٦٣.
٢) مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٢. والمعجم الكبير ٢٢ : ٤٠٧ / ١٠١٨. وحلية الأولياء / أبي نعيم ٤ : ١٨٨ ـ دار الكتب العلمية. ومجمع الزوائد ٩ : ٢٠٢. وعيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٦٣ / ٢٦٤.