وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) (١) في أهل البيت عليهمالسلام علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام حينما تصدقوا رغم خصاصتهم علىٰ المسكين واليتيم والأسير (٢).
أخرج ابن شهرآشوب عن ابن شاهين في ( مناقب فاطمة عليهاالسلام ) وأحمد في مسند الأنصار عن أبي هريرة وثوبان أنّها عليهاالسلام نزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ـ أي سواريها ـ ونزعت ستر بيتها ، فبعثت به إلىٰ أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالت : « اجعل هذا في سبيل الله » فلمّا أتاه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « قد فعلت فداها أبوها ـ ثلاث مرات ـ ما لآل محمد وللدنيا ، فإنّهم خلقوا للآخرة ، وخلقت الدنيا لغيرهم » وفي رواية أحمد : « فإنّ هؤلاء أهل بيتي ، ولا أُحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا » (٣).
وعن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال : « أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذينك السوارين فكسّرا فجعلهما قطعاً ، ثمّ دعا أهل الصُّفّة ـ وهم قوم من المهاجرين لم يكن لهم منازل ولا أموال ـ فقسّمه بينهم قطعاً ، ثم جعل يدعو الرجل منهم العاري الذي لا يستتر بشيء ، وكان ذلك الستر طويلاً ، ليس له عرض ، فجعل يؤزّر الرجل ، فإذا التقيا عليه قطعه حتىٰ قسّمه بينهم أُزراً... ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : رحم الله فاطمة ، ليكسونّها الله بهذا الستر من كسوة الجنة ، وليحلّينها بهذين السوارين من حلية الجنة » (٤).
_______________________
١) سورة الإنسان : ٧٦ / ٨ و ٩.
٢) الكشاف / الزمخشري ٤ : ٦٧٠. وتفسير الرازي ٣٠ : ٢٤٣ دار احياء التراث العربي. ومعالم التنزيل / البغوي ٥ : ٤٩٨ دار الفكر.
٣) المناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣٤٣. ومسند أحمد ٥ : ٢٧٥. وذخائر العقبىٰ : ٥٢. ومسند فاطمة عليهاالسلام / السيوطي : ٦. وأمالي الصدوق : ٣٠٥ / ٣٤٨. وبحار الأنوار ٤٣ : ٨٦.
٤) مكارم الأخلاق / الطبرسي : ٩٤ الشريف الرضي ـ قم. وبحار الأنوار ٤٣ : ٨٢ / ٦.