الصادق عليهالسلام : « إنّ فاطمة عليهاالسلام كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت ، فتأتي قبر حمزة وتترحم عليه وتستغفر له » (١).
وفي مغازي الواقدي : كانت الزهراء عليهاالسلام تأتي قبور الشهداء بين اليومين والثلاثة ، فتبكي عندهم وتدعو (٢) ، واتخذت من تربة حمزة عليهالسلام مسبحة علىٰ عدد التكبيرات تديرها بيدها فتكبّر وتسبّح بها ، وعملت بعدها التسابيح فاستعملها الناس (٣).
ولمّا استشهد جعفر بن أبي طالب عليهالسلام في مؤتة أمرها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن تتخذ لأسماء بنت عميس طعاماً ثلاثة أيام ، فجرت بذلك السُنّة ، وأمرها أن تقيم عندها ثلاثة أيام هي ونساؤها لتسليها عن المصيبة (٤).
وخرجت مع أبيها وبعلها يوم فتح مكة ، وقد ضُرِبَ للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خِباء بالبطحاء ، وجلس فيه يغتسل وكانت فاطمة عليهاالسلام تستره ، وقيل : أمرها فسكبت له غسلاً فاغتسل (٥).
ولم تنس الزهراء عليهاالسلام دورها الاجتماعي حتىٰ في عبادتها ، فقد كانت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها ، متحلية بالخلق النبوي والأدب الإسلامي الرفيع.
عن الإمام الحسن عليهالسلام قال : « رأيت أُمي فاطمة عليهاالسلام قامت في محرابها ليلة جمعتها ، فلم تزل راكعة ساجدة حتىٰ اتضح عمود الصبح ، وسمعتها تدعو
_______________________
١) تهذيب الأحكام ١ : ٤٦٥ / ١٦٨.
٢) مغازي الواقدي ١ : ٣١٣.
٣) مزار المفيد : ١٣٢ / ١ مؤسسة الإمام المهدي عليهالسلام ـ قم. وبحار الأنوار ١٠١ : ١٣٣ / ٦٤.
٤) المحاسن / البرقي : ٤١٩ / ١٩١ و ١٩٢.
٥) راجع : أخبار مكة / الأزرقي ١ : ١٦١ الشريف الرضي ـ قم. ومغازي الذهبي : ٥٥٥ دار الكتاب العربي ـ بيروت.