عليه، فناجاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم طويلاً (١)، ولمَّا سُئل عن ذلك قال : « علَّمَني ألف باب من العلم، فتح لي من كلِّ باب ألف باب (٢)، ووصَّاني بما أنا قائمٌ به إن شاء الله » (٣).
ولمَّا قرب خروج تلك النفس الطيِّبة إلىٰ جنان الخلد وسدرة المنتهىٰ قال له : « ضع رأسي يا عليُّ في حجرك، فقد جاء أمر الله عزَّ وجلَّ فإذا فاضت نفسي، فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثُمَّ وجِّهني إلىٰ القبلة وتولَّ أمري، وصلِّ عليَّ أوَّل الناس، ولا تفارقني حتَّىٰ تواريني في رمسي، واستعن بالله عزَّ وجلَّ ».
ثمَّ قضىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم، ويد أمير المؤمنين اليمنىٰ تحت حنكه، ففاضت نفسه، فرفعها إلىٰ وجهه فمسحه بها، ثُمَّ وجَّهه وغمَّضه ومدَّ عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره..
ولمَّا أراد عليٌّ عليهالسلام غسله استدعىٰ الفضل بن العبَّاس، فأمره أن يناوله الماء، بعد أن عصَّب عينيه، فشقَّ قميصه من قبل جيبه، حتىٰ بلغ به إلىٰ سرَّته، وتولَّىٰ غسله وتحنيطه وتكفينه، والفضل يناوله الماء، فلمَّا فرغ من غسله وتجهيزه تقدَّم فصلَّىٰ عليه (٤).
_______________________
١) انظر الحديث بألفاظه المتقاربة في : ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ٣ : ١٧ / ١٠٣٦، الرياض النضرة ٣ : ١٤١، ذخائر العقبى : ٧٣، المناقب للخوازرمي : ٢٩.
٢) كنز العمَّال ١٣ : ١١٤ ح / ٣٦٣٧٢، ورواه ابن عساكر في تاريخه كما في ترجمة الإمام عليٍّ منه ٢ : ٤٨٥ / ١٠١٢، والجويني في فرائد السمطين ١ : ١٠١ / ٧٠.
٣) إعلام الورىٰ ١ : ٢٦٦.
٤) إعلام الورىٰ ١ : ٢٦٦ ـ ٢٦٩، ارشاد المفيد ١ ؛ ١٨٧، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١١٤، الطبقات الكبرىٰ ٢ : ٢٠١ ـ ٢٠٢، ٢١٢ ـ ٢١٥، ٢٢٠، تهذيب الكمال ١٣ : ٢٩٨، مجمع الزوائد، باب إسلامه ٩ / ١٠٣.