والجواب عنه :
إنّ وجود القرآن لعليّ من المسلمات التاريخية ، ولكن لم يكن مصحفة مخالفاً لهذا القرآن الموجود بين الدفّتين من جهة الزيادة والنقيصة ، بل كان مخالفاً لهذا القرآن في النظم والاحتواء على شروح وتفاسير على الهامش ومحلّ النزول وشأن النزول.
قال السيّد الخوئي « رحمة الله » : (فالذي يستفاد من الروايات في هذا المقام هو أنّ مصحف عليّ عليهالسلام كان مشتملاً على زيادات تنزيلاً أو تأويلاً. ولا دلالة في شيء من هذه الروايات على أنّ تلك الزيادات من القرآن). (١)
وما أدّعى أيضاً أحد ولا يستفاد من الروايات أيضاً أنّ مصحفه كان ناقصاً من القرآن الموجود بين الدفّتين.
فما ذكره النوري إن صحّ استدلاله يدلّ على التحريف بمعنى زيادة شيء في القرآن وبطلانه إجماعيّ ، ولكن الاستدلال سخيف وباطل كما عرفت.
وقال المرحوم العلاّمة الطباطبائي قدسسره : والجواب عنه الوجه الثالث إنّ جمعه عليهالسلام القرآن وحمله إليهم وعرضه عليهم لا يدلّ على مخالفة ما جمعه في شيء من الحقائق الدينيّة الأصليّة أو الفرعية إلا أن يكون في شيء من ترتيب السور أو الآيات من السور الّتي نزلت نجوماً بحيث لا يرجع إلى مخالفة في بعض الحقائق الدينيّة.
ولو كان كذلك لعارضهم بالحتجاج ودافع فيه ، ولم يقنع بمجرّد
__________________
(١) البيان في تفسير القرآن ، ص ٢٢٥.