أخرج ابن داوود عن سويد بن غفلة قال : سمعته من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام :
فوالله ما فعل (عثمان) الّذي فعل في المصاحف إلاّ عن ملأ منّا جميعاً.
وقال : فقد بلغني أنّ بعضهم يقول : قراءتي خير من قراءتك ، وهذا يكاد يكون كفراً ، قلنا : فماذا رأيت؟ قال عليهالسلام : أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد ، فلا تكون فرقة ولا اختلاف. فنعم ما رأيت. (١)
وفي رواية أخرى قال (عليّ عليهالسلام) : ولو ولّيت في المصاحف ما ولي عثمان لفعلت كما فعل. (٢)
فهذا العمل من عثمان يكون دليلاً على صيانة القرآن من التحريف لا العكس ؛ لأنّ عمله كان لكثرة ما ظهر في الناس من اللحن في القراءة ، والقراءة باللهجات المختلفة وغير ذلك ، نعم عمله في إحراق سائر المصاحف كان قبيحاً جدّاً ، واعترض عليه المسلمون حتىّ سمّوه بحرّاق المصاحف.
قال السيّد الخوئي رضوان الله تعالى عليه : أمّا هذا العمل من عثمان فلم ينتقده عليه أحد من المسلمين ، وذلك لأنّ الاختلاف في القراءة كان يؤدّي إلى الاختلاف بين المسلمين وتمزيق صفوفهم وتفريق وحدتهم ، بل كان يؤدّي إلى تكفير بعضهم بعضاً. وقد مرّ فيما ـ تقدّم ـ بعض الروايات الدالّة على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله منع عن الاختلاف في القرآن.
__________________
(١) المصاحف ، ص ٢٢.
(٢) النشر في القراءات العشر ، ج ١ ، ص ٨.