المحاكمة في بقاء أحد الاحتمالات أو انتفائه إلى من يمعن النظر فيما أدرجته في الكتاب من القرائن والمؤيّدات ، فإن انقدح في ذهنه احتمال البقيّة فلا يدّعي جزفاً القطع واليقين بعدمها ، وإن لم ينقدح فهو على يقين و (ليس وراء عباجان قرية) كما يقول المثل السائر ، ولا يترتّب على حصول هذا اليقين ولا عدمه حكم شرعي ، فلا اعتراض لإحدى الطائفتين على الأخرى. (١)
ولو سلّمنا أن المحدّث النوري بذل جهده لإثبات أنّ في القرآن تحريفاً نقول : إنّ مقصوده كان إثبات أنّ فضائل أهل البيت وأسماءهم كانت في القرآن ولكن أسقطوها المخالفون ، فسعى أن يثبت هذا المعنى من طريق غير صحيح ، وهو طريق إثبات التحريف للقرآن المنزل.
قال أستاذنا الشيخ محمد هادي المعرفة : (والّذي دعاه إلى ذلك ما زعمه من إسقاط المخالفين فضائل أهل البيت عليهمالسلام ومثالب أعدائهم من القرآن. كتبه جواباً عمّا سأله بعض علماء الهند يومذاك عن سبب خلّو القرآن من أسماء الأئمّة المعصومين عليهمالسلام.
قال النوري : ـ في الفصل التاسع ، الّذي وضعه لبيان وجود أسماء العترة ومواليدهم في كتب العهدين ـ : كيف يحتمل المنصف أن يهمل الله تعالى ذكر أسامي أوصياء خاتم النبيّين وابنته الصدّيقة عليهالسلام في كتاب المهيمن على جميع كتب السالفين ، ولا يعرّفهم
__________________
(١) مستدرك الوسائل ، ج ١ ، ص ٥٠ ، هامشه.