إلى إمامي واحد أيضاً ... فيجب على المسلمين الانتباه والالتفات إلى أنّ العدوّ هو الّذي يحبّ نشر هذه الأكاذيب وإشتغال المسلمين بأنفسهم وإيجاد التفرقة بينهم بواسطة إشاعة هذه التهم وأمثالها. والمنطق يقضي بأنّه لا يصحّ نسبة شيء إلى مذهب أو إلى المعتقدين به ولو فرض اعتقاد واحد منهم أو عدّة منهم بذلك الشيء ، كما هو واضح لأولي الألباب ، فعلى فرض أنّ النوري وغيره كان معتقداً بالتحريف أيضاً لا يصحّ نسبة هذا القول إلى كلّ الشيعة مع أنّهم أعلنوا بأعلى صوتٍ : (إنّ كتاب الإسلام المشهور في الآفاق هو الموسوم بالقرآن الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وليس هو إلّا هذا الموجود بين الدفّتين الواصل إلينا بالتواتر عن النّبيّ صلىاللهعليهوآله ... وإنّه بجميع سوره وآيته وجملاته وحي الهي أنزله روح القدس إلى نبيّه ، وليس فيما بين الدفّتين شيء غير الوحي الإلهي ولو جملة واحدة ذات إعجاز ، فهو منزّه عن كلّ ما يشينه من التغيير والتبديل والتصحيف والتحريف وغيرها باتّفاق جميع المسلمين ، وليس لأحد منهم خلاف أو شبهة أو اعتراض فيه ، واختلاف القراءات إنّما هو اختلاف في لهجات الطوائف. (١)
وهنا نذكر ما ذكر الدكتور فتح الله المحمّدي (نجّار زادگان) ـ وهو أستاذ مساعد في العلوم الإنسانيّة في العلوم الإسلاميّة بجامعة طهران ـ فيما كتب في ردّ كتاب فصل الخطاب :
__________________
(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج ١٠ ، ص ٧٨