وكذلك أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى : (وَإنَّ منهم لفريقاً يَلوُونَ ألسِنتهُم بِالكتابِ لتَحسبوُهُ من الكتابِ وما هوَ من عند اللهِ ويقولونَ عَلَى اللهِ الكذبِ وهُمْ يعْلَمُونَ). (١)
وقال الشيخ محمد عبده : « من التحريف تأويل القول بحمله على غير معناه الّذي وضع له ، وهو المتبادر ، لأنّه هو الّذي حملهم على مجاحدة النبيّصلىاللهعليهوآله وانكار نبوته وهم يعلمون إذ أوّلوا ولا يزالون يؤوّلون البشارات به الى اليوم. » (٢)
وأمّا التحريف اللفظي بمعنى الزيادة أو النقصان أو التبديل الكلم إلى كلمات غيرها فلم يعهد استعماله في القرآن ظاهراً ، كما اشير إليه بعض المحقّقين. (٣)
أمّا التحريف المعنوي فقد وقع في القرآن قطعاً ، فتحمل فيه الآيات على غير معانيها ، ولعلّ إلى هذا المعنى أشار الإمام الباقرعليهالسلام في رسالته إلى سعد الخير حيث قال : « وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرّفوا حدوده فهم يروونه ولا يرعونه ». (٤)
ولكن هذا المعنى من التحريف ليس محطّ نظرنا وبحثنا بل مورد بحثنا هو التحريف اللفظي الاصطلاحي.
__________________
(١) آل عمران : ٧٨.
(٢) تفسير المنار ، ٥ ، ١٤٠.
(٣) صيانة القرآن من التحريف ، ٢٢.
(٤) الكافي ، ٥٣ ، ٢.