وأمّا التحريف بالنقيصة بمعنى حذف بعض الكلمات أو الآيات أو السور فهو مما ننكره أشد الإنكار ولم يقبله عامّة المسلمين إلاّ القليل منهم وإن وردت فيه روايات أكثرها من طرق اهل السنّة وبعضها من طرق الشيعة إلاّ أنّ الجميع هذه الروايات تكون في موضع رفض من قبل المسلمين ، وسنبحث عنها فيما يلي نحو الاختصار بعون الله تعالى.
ملخّص كلام المرحوم آية الله العظمى الخوئي :
قال : يطلق لفظ التحريف ويراد منه عدّة معان على سبيل الاشتراك ، فبعض منها واقع في القرآن باتّفاق من المسلمين ، وبعض منها لم يقع فيه باتّفاق منهم ايضاً ، وبعض منها وقع الخلاف بينهم.
واليك تفصيل ذلك :
الأوّل : نقل الشيء عن موضوعه وتحويله إلى غيره ، ومنه قوله تعالى : (مِنَ الّذينَ هادوا يحرِّفونَ الكَلِمَ عنْ مواضِعِهِ). (١)
ولا خلاف بين المسلمين في وقوع هذا التحريف في كتاب الله ، فأنّ كلّ من فسّر القرآن بغير حقيقته وحمله على غير معناه فقد حرّفه ، مثل أهل البدع والمذاهب الفاسدة الذين حرّفوا القرآن بتأويلهم آياته على آرائهم وأهوائهم ، وقد ورد المنع عن التحريف بهذا المعنى وذمّ فاعله في عدّة مرات من الروايات.
الثاني : النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات ، مع حفظ
____________________
(١) النساء : ٤٦