خلفِهِ) وقال الحسن : لحافظون حتّى نجزى به يوم القيامة أي لقيام الحجة به على الجماعة من كلّ لزمته دعوة النبيّ صلىاللهعليهوآله.) (١)
وقال العلاّمة الطباطبائي ـ في تفسيره في قوله تعالى (إنّا نحنُ نزّلنا الذكرَ) ـ : (صدر الآية مسوق سوق الحصر ، وظاهر السياق أنّ الحصر ناظر إلى ما ذكر من ردّهم القرآن بأنّه من أهذار الجنون). (٢)
ثم قال : (والمعنى ـ على هذا والله أعلم ـ أنّ هذا الذكر لم تأت به أنت من عندك حتىّ يعجزونك ويبطلوهم بعنادهم وشدّة بطشهم وتتكلّف لحفظه ثمّ لا تقدر ، وليس نازلاً من عند الملائكة حتىّ يفتقر إلى نزولهم وتصديقهم إيّاه بل نحن أنزلنا هذا الذكر إنزالاً تدريجاً وإنّا له لحافظون بماله من صفة الذكر بما لنا من العناية الكاملة به. فهو ذكر حيّ خالد مصون من أن يموت وينسى من أصله ، مصون من الزيادة عليه بما يبطل به كونه ذكراً ، مصون من النقص ، كذلك مصون من التغيير في صورته وسياقه بحيث يتغيّر به صفة كونه ذكر الله مبيّناً لحقائق معارفه.) (٣)
فعلى هذا انّ اللّام في الذكر للعهد الذكري ، فيكون المراد من الذكر
__________________
(١) التبيان في تفسير القرآن ، ج ٦ ، ص ٣٢٠.
(٢) لأنّه هكذا نقل قولهم قبل آيتين؛ (وقالو يا ايها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون) الحجر : ٦.
(٣) الميزان في تفسير القرآن ، ج ١٢ ، ص ١٠٣.