وقال عليهالسلام في كتاب اله إلى الحارث الهمداني : وتمسّك بحبل القرآن واستنصحه ، وأَحِلَّ حلاله وحرِّم حرامه. (١)
فهذه الروايات أيضاً تقضي بقاء القرآن إلى يوم القيامة على ما كان عليه في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله لتتمّ به الهداية الدائميّة للمسلمين مادام يتمسّكون به كما نصّ عليه الروايات ولكي يكون القرآن نوراً يستضاء به ومنهاجاً يعمل علة وفقه ومرجعاً لهم في المشكلات ودليلاً ورايةً وشافعاً لهم ، ولازم ذلك كلّه أن يكون ما بأيدينا من القرآن هو نفس القرآن الّذي نزل على الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله وعرفه الرواة والصحابة والعلماء والموّرخون أجمعون.
قال العلاّمة الطباطبائي :
ويدّل على عدم وقوع التحريف الأخبار الكثيرة المروية عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : من طرق الفريقين الآمرة بالرجوع إلى القرآن عند الفتن وفي حلّ عقد المشكلات ، وكذا حديث الثقلين المتواتر من طرق الفريقين : ( إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ) الحديث.
فلا معنى للأمر بالتمسّك بكتاب محرّف ونفي الضّلال أبداً عمّن تمسّك به. (٢)
__________________
(١) نهج البلاغة ، ص ٤٥٩ ، خطبة ٦٩.
(٢) الميزان في التفسير القرآن ، ج ١٢ ، ص ١١٠.