لعلي عليه السلام ـ أي أبو ليلى ـ وكان يسير معه : إن الناس قد أنكروا منك شيئاً تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ فقال : ألم تكن معنا؟ قال : بلى قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر وقد عقد له لواء فرجع ، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ليس بفرار ، فأرسل إلي وأنا أرمد فتفل في عينى فقال : اللهم اكفه أذى الحر والبرد ، قال : ما وجدت حراً بعد ذلك ولا برداً ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٤) قال : عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : كان علي عليه السلام يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين ، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل (إلى أن قال) قال : فان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع عليه ، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى اليه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً (وساق الحديث إلى آخره) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وابن ماجة والبزار وابن جرير وصححه ، والطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في الدلائل والضياء المقدسى.
[وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج ٩ ص ١٢٤] وقال فيه : دعا أبا بكر فعقد له لواء ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع ، فدعا عمر فعقد له لواء فسار ثم رجع منهزماً بالناس ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية (وساق الحديث إلى آخره) وقال : رواه البزار ، وذكره في (ج ٩ أيضاً ص ١٢٣) مختصراً وقال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط.
[صحيح ابن ماجة] في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص ١٢) روى بسنده عن ابن سابط ـ وهو عبد الرحمن ـ عن سعد بن أبي وقاص قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا علياً فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول