رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبه اللّه ورسوله ويحب اللّه ورسوله لا يرجع حتى يفتح له ، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً ، فلما أن أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلى الغداة ثم قام قائماً فدعا باللواء والناس على مصافهم ، فدعا علياً عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع اليه اللواء وفتح له ، قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها.
[أقول] ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص ٥) وقال فيه : فأخذ الراية أبو بكر ولم يفتح له ، ثم قال : فأخذها من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له ولم يقل ثم أخذها من الغد فخرج (الخ) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٨٧) وعلي بن سلطان في مرقاته (ج ٥ ص ٥٦٦) في الشرح وقالا : أخرجه أحمد في المناقب ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٦ ص ١٥٠) وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٥ ص ٢٨٣) وقال : أخرجه ابن جرير ومضمون الجميع مطابق لمضمون النسائى.
[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٣٣٠] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندرى ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأبعثن رجلاً لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه ورسوله ، قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين على؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حى (وساق الحديث إلى آخره) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج ١ ص ٢٣٠).