فقهر ، وعصى فغفر ، وحكم فعدل ، لم يزل ولن يزول ، ليس كمثله شيء وهو قبل كل شيء وبعد كل شيء ، رب منفرد بعزته ، متمكن بقوته ، متقدس بعلوه ، متكبر بسموه ، ليس يدركه بصر ، وليس يحيط به نظر ، قوي معين منيع ، عليم سميع ، بصير رؤف ، رحيم عطوف ، عجز عن وصفه من يصفه وضل عن نعته من يعرفه ، قرب فبعد ، وبعد فقرب ، يجيب دعوة من يدعوه ويرزقه ويحبوه ، ذو لطف خفي ، وبطش قوي ، ورحمة موسعة ، وعقوبة موجعة ، رحمته جنة عريضة مونقة ، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة ، وشهدت ببعثة محمد عبده ورسوله وصفيه ، ونبيه وحبيبه وخليله ، صلىّ عليه صلاة تحظيه ، وتزدلفه وتعليه ، وتقربه وتدنيه ، بعثه في خير عصر ، وحين فترة وكفر ، رحمة منه لعبيده ، ومنة لمزيده ، ختم به نبوته ، ووضح به حجته فوعظ ونصح ، وبلغ وكدح ، رؤف بكل مؤمن رحيم سخي ، رضي ولي زكي ، عليه رحمة وتسليم وبركة وتكريم ، من رب غفور رحيم ، قريب مجيب وصيتكم معشر من حضرني بوصية ربكم ، وذكرتكم سنة نبيكم ، فعليكم برهبة تسكن قلوبكم ، وخشية تذري دموعكم ، ونقية تنجيكم قبل يوم يذهلكم ويبلدكم يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته ، وخف وزن سيئته ، ولتكن مسألتكم وتملقكم مسألة ذل وخضوع ، وشكر وخشوع ، وتوبة ونزوع ، وندم ورجوع ، وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه ، وشبيبته قبل هرمة ، وكبره وسعته قبل فقره ، وفرغته قبل شغله ، وحضره قبل سفره ، قبل يكبر فيهرم ويمرض ويسقم ، ويمله طبيبه ، ويعرض عنه حبيبه ، وينقطع عمره ويتغير عقله ، ثم قيل هو موعوك ، وجسمه منهوك ، ثم جد في نزع شديد ، وحضره كل حبيب قريب وبعيد ، فشخص ببصره وطمح بنظره ، ورشح جبينه وخطف عرنينه ، وسكن حنينه ، وجذبت نفسه ، وبكته عرسه ، وحفر رمسه ، ويُتم منه ولده ، وتفرق عنه صديقه وعدوه ، وقسم جمعه ، وذهب بصره وسمعه ، وكفن ومدد ، ووجّه وجرد ، وغسل وعرّى ، ونشف وسجى ، وبسط وهيء ، ونشر عليه كفنه ، وشد منه ذقنه ، وقمص منه وعمم وودع وعليه سلم ، وحمل فوق سريره ، وصلى عليه بتكبيره ، ونقل