(ثم قال) يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه الراية فيقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ولقد قبضه اللّه في الليلة التي قبض فيها وصى موسى عليه السلام ، وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى ابن مريم عليه السلام ، وفى الليلة التي أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان ، واللّه ما ترك ذهبأ ولا فضة وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشترى بها خادما لأم كلثوم (ثم قال) من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم تلا هذه الآية قول يوسف : واتبعت ملة آبائى ابراهيم واسحاق ويعقوب (إلى آخر الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار ، والبزار بنحوه ، ورواه أحمد باختصار كثير وإسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان.
[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج ٩ ص ١١٣] قال : وعن سلمان قال : قلت : يا رسول اللّه إن لكل نبى وصياً فمن وصيك؟ فسكت عنى فلما كان بعد رآني فقال : يا سلمان فأسرعت اليه قلت : لبيك ، قال : تعلم من وصى موسى عليه السّلام؟ قال : نعم يوشع بن نون ، قال : لِمَ؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ (قال) فان وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (قال) رواه الطبراني.
[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج ٣ ص ١٠٦) قال : عن أنس عن سلمان قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : هذا وصيي وموضع سرى وخير من أترك بعدى.
وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ١٥٤) ولفظه : إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (قال) أخرجه الطبراني عن أبي سعيد عن سلمان.