فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، ولقد قبضه اللّه في الليلة التي قبض فيها وصى موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم عليه السّلام وفي الليلة التي أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان ، واللّه ما ترك ذهباً ولا فضة وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهماً فضلت من عطائه وأراد أن يشترى بها خادماً لأم كلثوم (الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وأبو يعلى باختصار والبزار بنحوه ، ورواه أحمد باختصار كثير ، قال واسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان.
[ذخائر العقبى ص ١٣٨] قال : عن زيد بن الحسن عليه السّلام قال : خطب الحسن عليه السّلام الناس حين قتل علي بن أبي طالب عليه السلام ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رايته فيقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، ولا ترك على وجه الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله (الحديث) قال : خرجه الدولابى.
[ثم] ان ههنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج ٣ ص ١٥٤) قال : عن عثمان بن عبد اللّه (إلى أن قال) عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤن ، ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة على النبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء (وساق خطبة طويلة) إلى أن قال : هل تعلمون إني كنت إذا قاتلت عن يمين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قاتلت الملائكة عن يساره؟ قالوا : اللهم نعم (الحديث).