نهاره قسمتين ، فيدخل في كل واحد منها الى الحمام مرة وأمرخه بالدهن الكثير تمريخا معتدلا ، إما قبل استحمامه ، وإما بعد استحمامه ويكون دهن البنفسج ، أو دهن (الشونيز) أو دهن الورد ولا يكون بمن (يتّخذه) إلاّ مسحا فقط ، قبل أن يلبس ثيابه ويفعل ذلك في كل مرة يستحم فيها. فإن هذا مما يعين على إعادة البدن الى الخصب. فإن كان المريض يحب اللبن فينبغي أن يسقى منه ، بعد الاستحمام الثاني. فإن لم يكن يحبّ اللبن فينبغي أن يحسى من ماء كشك الشعير ويصير بعد الى الاستحمام الثالث الى العشاء. فينبغي أن يكون الطعام الذي يتعشّى به خبزا خبز في تنّور ، وفيه من الخمير والملح مقدار كاف. وتكون أدامه بعض السمك الصخوري ، وأجنحه الديوك التي تغذوا بالبر. وينبغي أن تكون عند العليل بالجملة سريع الانهضام وكثير الغذاء. وليس ينبغي أن تبلغ من كثرة غذاء ، من قل الغذاء في بدنه ، بحسب ما يحتاج اليه ، لكن بحسب ما يقوى على استمرائه ، وذلك أن الطعام بحسب ما يكون عليه من سهولة الانهضام وسرعته يكون قلة غذاه بحسب ما يكون عليه من كثرة الغذاء ، يكون انهضامه أعسر وأبطأ.
وليس ينبغي أن يقصد للغاية من أحد الغرضين. ولكن ينبغي أن ينظر في ضعف الاستمراء من صاحب هذه العلة. وفي نقصان الغذاء من بدنه وحاجته اليه فبقدر الأغذية له بحسب هذين الغرضين.
وكلما تزايدت حال من ضعفت معدته صلاحا ، زدنا في تغليظ غذاه حتى يعود من الغذاء الذي كان اعتاده في صحته. وأن يتناول عند ذلك ، ما كان من الطعام أقوى ، وينبغي أن يكون بالعشي استمراء بسبب السكون. وطول النوم وينبغي أن يغذّى من ضعفت معدته مرارا كثيرة ، بقصد لأنهم لا يقدرون على استمراء الطعام الكثير الذي يتناول دفعه.
وذكر جالينوس في المقالة السابعة من « حيلة البرء » أنه : ليس من الأشربة شيء أوفق لصاحب هذه الحال من الشراب المائي. وهو الشراب الذي يسميه أبقراط الحوار لأنه لا يحتمل أن يمزج من الماء إلا باليسير. وزعم أنه ينبغي أن يكون ما يمزج به الشراب حتى لا يكون فيه ضرب من ضروب الأدوية ، وان جميع مضاد شرب الماء القراح إنما يكون عزيز عن