أحوال البدن ، أن (١)لا يحتاج إليه ، لأنه ليس مما ألفته الطبيعة ، وإنما ينبغي أن يستعمله من شرب (شرابا كثيرا) على غير العادة ، أو تناول طعاما كثيرا. ومن عرضت له هذه العلامات : مثل ثقل الجسد ، والكسل ، والنوم ، والغثيان الكثير ، وتمدد العروق ، وكثرة البلغم ، أو المرة الصفراء ، في المعدة ، وأنواع (القشعريرة) المختلطة بحرارة ، فإن هذه الأشياء أكثر ذلك تدل على الامتلاء.
وللفاضل أبقراط
فصل قال فيه : من لم يكن به حمّى ، وكان به امتناع عن الطعام ، ونخس الفؤاد ، وسدد ، ومرارة (٢) في الفم ، فذلك يدل على استفراغه بالدواء من فوق وينبغي لنا أن نعلم أن هذه الأعراض التي ذكر أبقراط تدل الطبيب أن ذلك البدن الذي ظهرت فيه يحتاج الى الاستفراغ بالدواء من فوق أعني بالقيء ، لأن هذه الاعراض أضر من عليه عامة لجميع الأخلاط التي من شأنها التلذيع :
ولجالينوس فصل قال فيه :
قد أصاب قدماء الأطباء فيما أمروا به ، من استعمال القيء بعد الطعام في كل شهر فبعضهم رأى أن القيء مرة واحدة يكتفي به. وبعضهم رأى أنه ينبغي أن (٣) يتقيأ مرتين ، وجميعهم يشير بأن يكون ما يتناول من الأغذية قبل القيء ما كان حرّيف الطعم ذو قوة تجلو أو تغسل وذلك لكي ما يتقيأ جميع ما في المعدة من البلغم ، من غير أن يضرّ بالبدن برداءة ما يتولد عنها. لأن الأغذية الغسالة الملذعة تولّد جميعها مرة صفراء ، وكلها رديئة الغذاء فقد أجاد القدماء فيما احتالوا من تنقية المعدة من غير أن يضر ذلك بسائر البدن.
____________________
(١) آ : ألا.
(٢) آ : ساقطة.
(٣) ظ : ساقطة.