كذلك فله كتاب « في الفرق بين العلل التي تشتبه أسبابها وتختلف أعراضها » وهو موضوع كتاب الرازي « ما الفارق ، أو الفروق ، أو كلام في الفروق بين الأمراض »(٣٨).
ومما يلفت النظر في قائمة مؤلفاته كتاب « مجريات الطب » (ولعله نفسه كتاب : المختبرات المذكور في القائمة) والعنوان يذكرنا بعنوان كتاب الرازي : « التجارب أو جراب المجربات »(٣٩).
ولا نستطيع الجزم في العلاقة بين الاثنين بسبب فقدان كتب ابن الجزار. ولكن هذا يؤكد الاتصال الذي كان قائما بين الشرق والغرب.
وهنا يطرح السؤال نفسه أيضا عن العلاقة بين الاثنين خاصة وأن الرازي توفي عام ٣١٣ ه / ٩٢٥ م أي ربما قبل ولادة ابن الجزار أو بعدها بقليل. وسنتعرض لباقي مؤلفاته الطبية في فصل خاص.
ولا بد لعالم كابن الجزار ، بلغ ذلك الشأن ، وذلك المقام أن يكون له تلامذة وأن تجاوز شهرته حدود بلاده ومن تلامذته الذين اشتهروا حتى استحقوا أن يذكر ابن جلجل أسماءهم في طبقاته : أبو حفص عمر بن بريق(٤٠) الذي قصد القيروان وظل فيها ستة أشهر تتلمذ على يدي ابن الجزار ، وهو الذي أدخل الى الأندلس كتاب « زاد المسافر » وخدم الناصر عبد الرحمن (٣٠٠ ـ ٣٥٠ ه).
أما شهرته فقد جاوزت حدود بلاده بدليل أن التميمي (أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد الحكيم المقدسي ثم المصري التميمي)(٤١) المتوفى حوالي عام ٣٧٠ ه / ٩٨٠ م وكان معاصرا لابن الجزار ، ذكره في كتابه الشهير « المرشد ».
ويقول لوسيان لوكلير(٤٢) « كتاب المرشد ، نسيه ابن أبي أصيبعة ، مع أنه كتاب ذو قيمة كبرى ... ويعالج الفصل الرابع عشر موضوع الأحجار ونجد فيه ذكرا لابن الجزّار ، مما يبرهن على شيئين : ان هذا المؤلف ربما كتب رسالة عن الأحجار ، وان المصنفين نسوا ذكره ، وانه كانت توجد علاقات ما بين المغرب والمشرق ، إذ كان ابن الجزّار معاصرا للتميمي ».