رديئة ، اذا أدامت دفع الاطعمة قبل استعمال نضجها ، اذا أبطت القوة عن دفعها بعد أن تستكمل النضج ، وكان ذلك الفعل مع بعض الاعراض التي وصفناها ، اذا كان ملتاثا أو لم يمكنها ضبط الطعام بمنزلة من فقد (في) موضع منحدر لا يمكنه أن يستمسك فيه فإن احتجنا الى حفظها حفظناها بالاشياء الباردة الرطبة التي تجانس طبيعتها على (قياد) قولنا أنها باردة رطبة ، لا سيما اذا أخذ الأخذ منها بقدر الحاجة كالخس ، والهندباء المربى ، والبقلة الحمقاء ، وما أشبه ذلك. وكذلك اذا فسدت من الحرارة واليبس ، كان ردها بهذه الأشياء التي ذكرنا. فان فسدت من افراط بردها ورطوبتها سخناها ورددناها الى مزاجها الاول بالاشياء الحارة كالخردل والفلفل والسنبل ، والمصطكي ، والبسباسة ، وما أشبه ذلك. قال جالينوس في كتاب « الاعضاء الآلمة » : وان ضعفت هذه القوة الدافعة عرض منها احتباس البول كما يعرض من قبل انضمام فم المثانة.
واذ قد ذكرنا طبائع هذه القوى الأربع وأوضحناها عن أفعالها ودللنا على أسباب اعتراض العلل فيها ، وحفظ صحتها. فقد يجب علينا على الترتيب الذي نهضنا ، أن نذكر علامات العلل العارضة لها ليكون البيان شافيا والبرهان كافيا ان شاء الله. فنقول : ان علامة الالم العارض من الحرارة الالتهاب ، والحرقة ، وسرعة نبض العروق ، واحمرار البول وما أشبه ذلك وعلامات البرد خلاف ذلك من عدم الحرقة والالتهاب ، وشدة الحس بالبرودة (اقطا) نبض العرق ، وبياض البول ، مع غلظ فيه ، وربما كان مع ذلك الحذر وما أشبهه. وأما علامات اليبس :
فالنحافة والعطش الحادث عن غير حرارة ، وعدم الرطوبة ، وما أشبه ذلك. وأما علامات الرطوبة : فالاسترخاء وكثرة التبزق ، واللزوجة ، وعدم العطش ، وما أشبه ذلك.
وكل واحد من هذه الكيفيات قد يمكن أن تغلب وحدها. ما خلا الرطوبة فانها لا تغلب وحدها الا مع مادة فاذا قويت واحدة من هذه الكيفيات ولم تغلب طبيعة الشيء الذي قويت فيه فتحيله وتغيّره الى ذاتها ، وكانت طبيعة الشيء هي الغالبة في الفعل اشتهت الطبيعة واشتاقت الى ما ضاد ذلك الشيء.