فهي قلة العطش وجودة الهضم ، والشهوة للاغذية الحارة الرطبة. وأما علامات مزاج البطن البارد اليابس :
فهي الشهوة للطعام ، وقلة نفخه ، وقلة العطش ، والجشاء الحامض ، والشهوة للاغذية الرطبة الباردة.
وأما علامات مزاج البطن الحار اليابس :
فهي نضج الأغذية القوية وكثرة العطش ، والشهوة للأغذية الحارة اليابسة ، هكذا القياس والرواية : أن كل مزاج انما يشتاق الى ضده ، لأن من كانت به حرارة ويبس فانما يشتهي الماء وهو بارد رطب. ثم قال بعد ذلك : وهو يعرّف مزاج كل عضو من الأعضاء بالأشياء الواقعة من خارج ، وذلك أن العضو اذا سخن سريعا من خارج علمنا أن الحرارة غالبة على ذلك العضو واذا برد سريعا ، علمنا أن مزاج ذلك العضو بارد.
القول في اشتراك المعدة مع الأعضاء الرئيسية واتصالها بها :
وقد (تؤلم) المعدة خاصة في نفسها و (تؤلم) أيضا باشتراكها مع الأعضاء الأخر التي بينها وبينه اتصال ومشاركة والدماغ (الذي) يتشعب منه اليها عصب كبار. وبها غلبت المعدة سائر الأعضاء بالحس. وبهذه المشاركة يؤلم الرأس ببخار المعدة الذي يتصاعد اليه منها. وكالرحم والمعدة. والرأس ، فان الرحم ، اذا اعتلت اعتل الرأس والمعدة معها. وقد تؤلم المعدة أيضا مع الكبد لقلة المادة الواصلة اليها ، فانها متى لم توصل (البسولوس) انقطع عنها الغذاء فبقيت بلا غذاء. وقد تؤلم المعدة أيضا مع الكبد لقلة المادة الواصلة اليها ، فإنها الى الفقار ثم يتركب مع المريء الحجاب الذي بينه ، ثم يمتد الى المعدة والبطن طولا والى أسفل وانما يتوجع القلب ويشارك المعدة في الوجه بسبب هذا العرق الكبير الذي يخرج من القلب فيمتد الى أسفل. قال جالينوس في كتاب « العلل والاعراض » : وليس بعجب أن يعرض في الجسد أعراض كثيرة لوجع المعدة ، لأن هذه الأعضاء الرئيسية تعتل بعلتها ، وتتوجع بوجعها : أعني الدماغ والقلب والكبد.