خاتمه فنزعه ، يقول الله عز وجل : ( فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ ـ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ـ وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ ) ـ.
قال : وكان نجره في وسط مسجدكم. ولقد نقص عن ذرعه سبعمائة ذراع.
أقول : وكون فوران التنور علامة له عليهالسلام يعلم به اقتراب الطوفان من الوقوع واقع في عدة من روايات الخاصة والعامة وسياق الآية : « حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ » الآية ، لا يخلو من ظهور في كونه ميعادا.
وفيه ، بإسناده عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان شريعة نوح أن يعبد الله بالتوحيد والإخلاص وخلع الأنداد ـ وهي الفطرة التي فطر الناس عليها ـ وأخذ الله ميثاقه على نوح والنبيين ـ أن يعبدوا الله تبارك وتعالى ـ ولا يشركوا به شيئا ـ وأمر بالصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحلال والحرام ، ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فرائض مواريث ـ فهذه شريعته. فلبث فيهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاما ـ يدعوهم سرا وعلانية فلما أبوا وعتوا قال : « رب إني مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ » فأوحى الله عز وجل إليه : « لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ـ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ » فذلك قول نوح : « وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً » فأوحى الله إليه : « أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ ».
أقول : ورواه العياشي عن الجعفي مرسلا وظاهر الرواية أن له عليهالسلام دعاءين على قومه أحدهما وهو أولهما قوله : « رب إني مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ » الواقع في سورة القمر ، وثانيهما بعد ما أيأسه الله من إيمان قومه وهو قوله : « رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً » الواقع في سورة نوح.
وفي معاني الأخبار ، بإسناده عن حمران عن أبي جعفر عليهالسلام : في قول الله عز وجل « وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ » قال : كانوا ثمانية.
أقول : ورواه العياشي أيضا عن حمران عنه عليهالسلام ، وللناس في عددهم أقوال أخر : ستة أو سبعة أو عشرة أو اثنان وسبعون أو ثمانون ولا دليل على شيء منها.
وفي العيون ، بإسناده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : قال الرضا عليهالسلام :