« الأرياني ستيانس » وهي أربع حقائق سامية تنسب إلى سقياموني ذكرها في عظته الأولى التي قام بها في غابة تعرف بغابة الغزال بالقرب من بنارس.
وتلك الحقائق الأربع تتعلق بالألم وأصله وملاشاته وبالطريقة المؤدية إلى الملاشاة فالألم هو الولادة والسن والمرض والموت ومصادفة المكروه ومفارقة المحبوب والعجز عما يرام ، وأسباب الألم الشهوات النفسانية والجسدية والأهواء ، وملاشاة جميع هذه الأسباب هي الحقيقة الثالثة ، ولطريقة الملاشاة أيضا ثمانية أقسام وهي : نظر صحيح وحس صحيح ، ونطق صحيح ، وفعل صحيح ، ومركز صحيح ، وجد صحيح وذكر صحيح ، وتأمل صحيح ، فهذه صورة الإيمان عندهم وقد وجدت محفورة على أبنية كثيرة ومدونة في عدة كتب.
وأما خلاصة الأدب البوذي فهي اجتناب كل شيء ردي ، وعمل كل شيء صالح وتهذيب العقل.
فهذا هو الذي سلموه من تعليم بوذا وما عداه من العبادات والذبائح والكهنوت والفلسفة والأسرار أمور أضيفت إليه بكرور الأيام ومرور الدهور ، وهي تشتمل على أقاويل وآراء عجيبة في خلق العالم ونظمه وغير ذلك.
ومما يقال إن بوذا لم يتكلم عن الإله قط ، غير أن ذلك لم يكن لإعراض منه عن مبدإ الوجود ولا لإنكار بل لأن الرجل كان يبذل كل جهده في تجهيز الناس بالزهد عن زهرة الحياة الدنيا وتنفيرهم عن هذه الدار الغارة.
٨ ـ وثنية العرب. وهم أول من عارضهم الإسلام بالدعوة إلى التوحيد من عبدة الأوثان ، كان معظم العرب في عهد الجاهلية بدويين وأهل الحضارة منهم كاليمن في طبع البداوة يحكم فيهم من السنن والآداب رسوم مختلطة مختلفة مأخوذة من جيرانهم الأقوياء كالفرس والروم ومصر والحبشة والهند ، ومنها السنن الدينية.
وكان أسلافهم الأقدمون وهم العرب العاربة ومنهم عاد إرم وثمود على دين الوثنية كما يحكيه الله سبحانه في كتابه عن قوم هود وصالح وعن أصحاب مدين وعن أهل سبإ في قصة سليمان والهدهد ، حتى أن جاء إبراهيم عليهالسلام بابنه إسماعيل وأمه هاجر إلى أرض مكة وهي واد غير ذي زرع وبها قبيلة جرهم ، وأسكنهما