المناظرة الثالثة الثلاثون
مناظرة فضال بن الحسن مع أبي حنيفة
مر الفضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة ، وهو في جمع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه.
فقال لصاحب كان معه : والله لا أبرح أو أخجل أبا حنيفة.
فقال صاحبه الذي كان معه : إن أبا حنيفة ممن قد علت حالته وظهرت حجته.
__________________
يضركم تركه ، إنما هو رجل واحد فتركوه ، وقبلوا مشورة بشير بن سعد ، واستنصحوه لما بدالهم منه ، فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ، ولا يجمع معهم ، ويحج ولا يفيض معهم بافاضتهم ، فلم يزل كذلك حتى هلك أبو بكر ، وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج :
وخرج إلى حوران فمات بها ، قيل قتله الجن لأنه بال قائما في الصحراء ليلا ، ورو وا بيتين من شعر قيل : إنهما سمعا ليلة قتله ولم ير قائلهما :
نحن قتلنا سيد الخز |
|
رج سعد بن عباده |
ورميناه بسهمين |
|
فلم نخطئ فؤاده |
ويقول قوم : إن أمير الشام يومئذ كمن له من رماه ليلا ، وهو خارج إلى الصحراء بسهمين فقتله لخروجه عن طاعة الأمام وقد قال بعض المتأخرين في ذلك :
يقولون : سعد شكت الجن قلبه |
|
ألا ربما صححت دينك بالغدر |
وما ذنب سعد أنه بال قائما |
|
ولكن سعدا لم يبايع أبا بكر |
وقد صبرت من لذة العيش أنفس |
|
وما صبرت عن لذة النهي والأمر |
راجع : تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢١٠ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٠ ص ١١١ ، تنقيح المقال للمامقاني ج ٢ ص ١٦ رقم : ٦٤٩٩ ، سفينة البحار للقمي ج ١ ص ٦٢٠.
(٣) الاحتجاج للطبرسي ج ٢ ص ٣٨١ ، المناقب لابن شهر اشوب ج ١ ص ٢٧٠ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٧ ص ٢٢٣ بتفاوت.