المناظرة الخامسة والخمسون
مناظرة ابن طاووس (١) مع رجل حنبلي
قال ابن طاووس في وصاياه لولده : حضرني يا ولدي محمد حفظك الله جل جلاله لصلاح آبائك وأطال في بقائك نقيبا ، وأتى رجلا حنبليا ، وقال : هذا صديقنا ويحب أن يكون على مذهبنا فحدثه.
فقلت له : ما تقول إذا حضرت القيامة ، وقال لك محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : لأي حال تركت كافة علماء الأسلام ، واخترت أحمد ابن حنبل أماما من دونهم ، هل معك آية من كتاب بذلك أو خبر عني
__________________
(١) هو : رضي الدين أبو القاسم (وابو الحسن) علي بن السيد سعد الدين بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد الطاووس بن إسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ـ عليهما السلام ـ ولد في سنة ٥٨٩ ه بالحلة ونشأ بها وترعرع ، ثم هاجر إلى بغداد وأقام بها نحوا من خمس عشرة سنة وأسكنه المستنصر العباسي دارا في الجانب الشرقي من بغداد ، ثم رجع إلى الحلة ، ثم انتقل إلى النجف ثم كربلاء ثم عاد إلى بغداد.
ولي نقابة الطالبيين وبقي فيها إلى أن توفي سنة ٦٦٤ ، نشأ وسط أسرة علمية عريقة ، وتتلمذ على أيدي علماء أعلام منهم : الشيخ ورام والشيخ نجيب الدين محمد بن نما وغيرهم الكثير ، وروى عنه الكثير منهم : الاربلي صاحب كشف الغمة ، وسديد الدين والد العلامة الحلي وغيرهم ، ترك ثروة ضخمة من التأليف القيمة منها : أسرار الصلاة ، الأقبال ، والتحصين ، كشف المحجة ، واليقين.
انظر ترجمته في : مقدمة اليقين وجمال الأسبوع ، أمل الامل ج ٢ ص ٢٠٥ ترجمة رقم : ٢٦٢ ، معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ١٨٨ ، سفينة البحار ج ٢ ص ٩٦.