بذالك ، فإن كان المسلمون ما كانوا يعرفون الصحيح حتى جاء أحمد ابن حنبل وصار إماما فعمن روى أحمد بن حنبل عقيدته وعلمه وإن كانوا يعرفون الصحيح وهم أصل عقيدة أحمد بن حنبل فهلا كان السلف قبله أئمة لك وله.
فقال : هذا لا جواب لي عنه لمحمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ.
فقلت له : إذا كان لا بد لك من عالم من الأمة تقلده فالزم أهل بيت نبيك ـ عليهم السلام ـ فإن أهل كل أحد أعرف بعقيدته وأسراره من الأجانب فتاب ورجع.
وقلت لبعض الحنابلة : أيما أفضل آباؤك وسلفك الذين كانوا قبل أحمد بن حنبل إلى عهد النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، أو آباؤك وسلفك الذين كانوا بعد أحمد بن حنبل فإنه لا بد أن يقول إن سلفه المتقدمين على أحمد بن حنبل أفضل لأجل قربهم إلى الصدر الأول ومن عهد النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ.
فقلت : إذا كان سلفك الذين كانوا قبل أحمد بن حنبل أفضل فلأي حال عدلت عن عقائدهم وعوائدهم إلى سلفك المتأخرين عن أحمد بن حنبل وما كان الأوائل حنابلة لأن أحمد بن حنبل ما كان قد ولد ولا كان مذكورا عندهم فلزمته الحجة وانكشفت له المحجة والحمد لله رب العالمين (١).
__________________
(١) كشف المحجة لابن طاووس : ص ٨١.