بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم الى يوم الدين.
وبعد :
فإن مسألة الخلافة بعد الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هي أهم المسائل التي دارت عليها رحى الخلاف بين المسلمين قديما «وحديثا» ، واحتدم فيها الصراع الفكري بينهم وكانت النتيجة الطبيعية لذلك الصراع انقسام الأمة الأسلامية إلى فرق متعددة (١) إلا أن أبرز هذه الفرق فرقتان :
السنة الأشاعرة والشيعة الأمامية وإن كانت هناك فرق أخرى برزت في فترات من التاريخ كالمعتزلة وغيرها ولسنا في مقام التصدي لاستعراض أدلة كل فريق وتقييمها فإن مجاله علم الكلام وإنما نشير إجمالا إلى رأي ذينك الفريقين :
فذهبت العامة إلى أن الخلافة لا نص عليها بل هي موكولة إلى الأمة ، فهي التي تختار الخليفة بعد الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، واختلفوا في كيفية انعقادها بين قائل بالبيعة ، وقائل بالشورى ، وآخر بالأجماع حتى صرح بعضهم بانعقادها بشخصين (٢)
__________________
(١) ولعل الحديث الوارد عن النبي (ص) : ستفترق امتي بعد على ثلاثة وسبعين فرقة ... الخ اشارة الى ذلك. انظر : احقاق الحق ج ٧ ص ١٨٥ ، نفحات اللاهوت ص ١١٤ ـ ١١٥.
(١) راجع الاحكام السلطانية للمارودي ج ٢ ص ٧ ، الطرائف على شرح المواقف : ص ٣٥٣.