يَسْتَمِعُونَ اَلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) (١) وهذا ما ندعوا إليه ، ونسأل اللّه أن يوفّقنا وجميع إخواننا المسلمين إلى الإهتداء بهذا القول الكريم).
ولو لا الحسن والقبح العقليّان ، وأنّهما أصلان ثابتان في العقول ، لما كان لمدح اللّه وتبشيره العباد المستمعين القول المتّبعين أحسنه موضع ، وليس استماع القول واتباع أحسنه ، ومنه الإمامة مسألة تاريخية ، أو هي في ذمّة التأريخ على حدّ تعبير أحمد أمين ، وهو بين أمرين :
إمّا أن يردّ رغبة القرآن حسن الاستماع واتباع الأحسن إطلاقا ، ومنه المناظرة حول الإمامة ولا سبيل إليه ، وإمّا القبول ، فهلم واستمع قول أوّل واضع للغة العربية والعروض الخليل بن أحمد في عليّ عليه السّلام : (استغناؤه عن الكل واحتياج الكل إليه دليل أنه إمام الكل ـ كتاب التأسيس ص ١٥٠) (جاء العيان فألوى بالأسانيد ـ مجمع الأمثال ١ / ١٩ ، حرف الجيم) وكفى بالقرآن والعيان سندا وبيانا ، وقول ابن أبي الحديد المعتزلي في فضائله ، قال :
فأمّا فضائله عليه السّلام ؛ فإنّها قد بلغت من العظم والجلالة والانتشار والاشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها ، والتصدي لتفصيلها ، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد اللّه بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد : رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر ، والقمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر ، فأيقنت أنّي حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز ، مقصّر عن الغاية ، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك... شرح النهج ١ / ١٦ ـ ٣٠.
الحمد للّه الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه.
|
٢ جمادى الأولى ١٤١٦ ه محمد الغروي |
ـــــــــــــــــــ
(١) سورة الزمر : الآية ١٧ ـ ١٨.