ويتلقوا النتائج بصدر رحب كما يتلقّون النتائج في أي بحث علميّ وتاريخيّ ، وتبعة هذا الخلاف تقع على رؤساء الطائفتين ، ففي يدهم تقليله كما في يدهم إشعاله وإنماؤه) المصدر ص ٩ ـ ١٠.
وفي كتاب السيد مرتضى العسكري المسمّى (أحاديث أمّ المؤمنين عائشة) ص ٥ ـ ٦ ، ما يلي بهذا الشأن :
(... ثانيا : يعترض الباحث فيما إذا وفّق إلى ترويض نفسه ، وتذليل العقبة الآنفة الذكر عقبة أخرى بعدها ، وهي الخوف من تأثير نشر هذه الدراسات على وحدة كلمة المسلمين ...
وهل يجوز لمن يغار على مصالح المسلمين أن يبحث اليوم في الماضي السحيق ، وينشر منه ما يوجب النقد والرد ، ويثير الحفيظة وينتج النفرة؟! وإذا كان ذلك مما لا يستسيغه أحد فليمتنع الجميع عن البحث والتحقيق كي لا يسبّب ذلك عقم جهود المصلحين ، ويؤدي بالمسلمين إلى ما لا يحمد عقباه؟!
أمّا نحن فلا نرى هذا ، فإنّنا حين ندعوا اللّه مخلصين أن يوفّق المسلمين لتلبية نداء المصلحين بنبذ الحزازات وتوحيد الكلمة ، لا نريد ذلك على حساب العلم والمعرفة ، ونعتقد أنّ المصلحين أنفسهم أيضا لا يريدونها كذلك ؛ فإنّ المصلحين الغيارى يدعون الى الاجتماع حول صعيد الإسلام ، والإسلام ليس برأي سياسي دولي ، وإنّما هو إيمان وعقيدة ، وهما لا يتأتّيان من كتم الحقيقة ، بل إنّهما ينتجان من بحث وتحقيق ونقد علميّ خالص ، على أن لا ينبعث ذلك من هوى النفس بدافع الحب والبغض ، وإنّ هذا لهو ما يدعو إليه المصلحون ، ونسأل اللّه تعالى أن يوفّقنا إلى الإلتزام بهذا الطريق السّوي ، وهو الموفق إلى الصواب ...
والحق الصحيح أنّ السعي لتقريب المسلمين بعضهم من بعض ، والجهاد في سبيل إعادة حياة إسلاميّة ، والقيام بالبحث والتحقيق في تاريخ الإسلام ، وحديث نبيّه صلّى اللّه عليه وآله لا ينافي بعضهم الآخر ، وإنّما يتمّم بعضهم بعضا ؛ فإنّه لا يتمكن من إقامة مجتمع اسلامي دون جمع الكلمة ، وبلا فهم لقرآنه وحديث نبيّه وتأريخه ، كما لا يتأتى التآخي الصحيح دون الإيمان بوجوب إعادة حياة إسلامية ، وإلاّ فعلى م يجتمع المسلمون؟ وما الذي يوحّد كلمتهم؟ ولا يتأتّى التآخي أيضا دون ترويض المسلمين أنفسهم على سماع آرآء بعضهم ومناقشاتها مناقشة من يطلب الحق ليتبعه ، ليصدق عليهم قول اللّه سبحانه : (فَبَشِّرْ عِبٰادِ * اَلَّذِينَ