المناظرة السادسة والخمسون
مناظرة ابن طاووس مع رجل من الزيدية وآخر من أهل العلم
قال ابن طاووس في وصاياه لولده :
وحضر عندي ـ يا ولدي محمد رعاك الله جل جلاله بعنايته الألهية ـ بعض الزيدية وقد قال : لي إن جماعة من الأمامية يريدون مني الرجوع عن مذهبي بغير حجة وأريد أن تكشف لي عن حقيقة الأمر بما يثبت في عقلي.
قلت له : أول ما أقول أنني علوي حسني وحالي معلوم ولو وجدت طريقا إلى ثبوت عقيدة الزيدية كان ذلك نفعا ورئاسة لي دينية ودنيوية ، وأنا أكشف لك بوجه لطيف عن ضعف مذهبك بعض التكشف.
هل يقبل عقل عاقل فاضل أن سلطان العالمين ينفذ رسولا أفضل من الأولين والاخرين إلى الخلائق في المشارق والمغارب ويصدقه بالمعجزات القاهرة والايات الباهرة ثم يعكس هذا الاهتمام الهائل والتدبير الكامل ويجعل عيار اعتماد الأسلام والمسلمين على ظن ضعيف يمكن ظهور فساده وبطلانه للعارفين.
فقال : كيف هذا؟
فقلت : لأنكم إذا بنيتم أمر الامامة أنتم ومن وافقكم أو وافقتموه على الاختيار من الأمة للأمام على ظاهر عدالته وشجاعته وأمانته وسيرته وليس معكم في الاختيار له إلا غلبة الظن الذي يمكن أن يظهر خلافه لكل